نتيجة لاعتراض الصاروخ الحوثي الليلة الماضية، الذي جاء ليذكرنا أننا لا نزال في حرب أبدية، سقطت أجزاء من شظاياه على مدرسة في رمات غان. تعرضت المدرسة لأضرار طفيفة، واتخذ قرار في وقت مبكر من صباح اليوم، بغض النظر عن الجهة التي اتخذته، بهدم المدرسة وبناء مدرسة جديدة لأنها لا تستوفي المعايير وليست آمنة.
والسؤال هو: ماذا لو عُقد اجتماع مماثل، ليس ليليًا أو صباحيًا، بل في وضح النهار الجميل، لفحص حالة المدارس في البلدات العربية من حيث الأمن والسلامة والمعايير؟ كم عدد عشرات الآلاف من الطلاب في البلدات العربية الذين يعيشون في نفس مستوى الخطر الذي واجهته تلك المدرسة في رمات غان، أو حتى في ظروف أكثر خطورة، دون أن ينظر إليهم أحد أو يفحص أوضاعهم؟ ولا نتحدث هنا عن النقب والقرى غير المعترف بها، حيث الحقائق والأرقام والجمل التي تصف الوضع هناك لا تصلح للمقارنة مطلقًا.
هل يعرف أحد في وزارة التعليم أو أي وزارة حكومية أخرى كم عدد المدارس في البلدات العربية التي يجب هدمها وإعادة بنائها لأنها غير آمنة؟ أو حتى كم عدد المدارس التي هي في حالة معقولة نسبيًا ولكنها تحتاج إلى إضافة غرف محصنة أو ملاجئ ملائمة؟
بعد سقوط الصاروخ القاتل في شفاعمرو، وهي إحدى المدن الكبرى للمجتمع العربي، أُجري تحقيق وكُشف أن 75% من المنازل في وسط المدينة ليست آمنة ولا تحتوي على غرف محصنة أو ملاجئ أو حتى سلالم خرسانية. وكأنهم ليسوا جزءًا من هذه الدولة التي تعيش في حرب منذ قيامها.
نطالب بالمساواة الكاملة بين جميع مواطني الدولة في حقهم في العيش بمنازل آمنة ومحمية، وإرسال أطفالهم إلى مدارس آمنة ومحمية. وعلى الحكومة والمؤسسات الحكومية المعنية بهذه القضية التعامل مع المدارس في البلدات العربية والملاجئ في المدن بنفس المستوى ونفس المسؤولية التي يتم بها التعامل مع المدارس في البلدات الأخرى بالدولة.
"توزيع عادل ومنصف للموارد العامة، وسياسة اقتصادية مسؤولة تقلص الفجوات وتعزز التماسك الاجتماعي"
-من المبادئ الأساسية لحزب "كل مواطنيها".